للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الخامس في أوصاف الأطعمة وفنونها]

قد ذكرت في باب الأوصاف والنّعوت طرفا من الأشعار في نعت المآكل يليق بالمكان، ويتضمّن ما كان وصفا غريبا، ونعتا مستحسنا، ونذكر في هذا الموضع ما يقتضيه إذ كان أولى به.

٢٩٠- خرج خالد بن صفوان إلى البستان، فلما قدم، قيل له: من أين أقبلت يا أبا صفوان؟ قال: من البستان. قيل: فما أكلت؟ قال: أتينا برغفان قانية الحمرة، صافية الرّقعة، فائقة الصّنعة، تهفو بها الريح رقّة، مع آنية ماء كأنها فرّت من زبدة، تبجّس شحما وتقطر سمنا، مع بقول اجتنيت لمّا أينعت فهي خضرة نضرة، غضّة بضّة، مع ساكن دنّ نسج عليه العنكبوت، وسكن أسافله فهو يروق، لو ألقيته على الشّمس لأظلمت، ولو سافته حيّة لأرعفت، ثم أتينا ببسر مفلق أنضجته ناره، وانتقاه أكّاره، فهو لطيف النوى، نبيل اللّحاء، قد احمرّ باطنه وانجرد ظاهره، وهشّ مكسره، ففيه العيش كلّه.

«٢٩١» - كشاجم يصف دجاجة: [من الرجز]

دجاجة في سمن السّمند ... عظيمة الزّور بصدر نهد

أجريت منها في العقد ... مرهفة ذات شبا وحد

ولم تزل بالماء كفّ العبد ... تفرق بين ريشها والجلد

وغليت بعد بماء الورد ... وصبّ فيها اللوز مثل الزّبد

ثم أتى يسعى بها المهدي ... كأنما قد بخّرت بالنّدّ

<<  <  ج: ص:  >  >>