للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مني كفر، ولا تبع إحساني إليك منّ، ولك عندي يدان: يد لا أقبضها عن نفعك، وأخرى لا أبسطها إلى ضرّك، فتجنّب ما يسخطني [١] فإني أصون وجهك عن ذلّ الاعتذار.

«٣٥٧» - وقال ابن شهاب: دخلت على عبد الملك بن مروان في رجال من أهل المدينة، فرآني أحدثهم سنّا، فقال لي: من أنت؟ فانتسبت له، فقال: كان أبوك وعمّك يخبّان في فتنة ابن الزبير، قلت: يا أمير المؤمنين، إنّ مثلك إذا عفا لم يعدّد، وإذا صفح لم يثرّب؛ فأعجبه ذلك.

[الاعتذار بين المنصور والمأمون]

٣٥٨- سعي بعبد الملك بن الفارسي إلى المأمون، فقال له المأمون: إنّ العدل من عدّله أبو العباس، وقد كان وصفك بما وصفك به [٢] ثم أتتني الأنباء بخلاف ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الذي بلغك حمل عليّ، ولو كان كذلك لقلت نعم كما بلغك [٣] ، فأخذت بحقي من الله في الصدق، واتكلت على أمير المؤمنين في سعة عفوه؛ قال: صدقت.

«٣٥٩» - أقبل المنصور يوما راكبا، والفرج بن فضالة جالس على [٤] باب الذهب، فقام الناس إليه ولم يقم، فاستشاط المنصور غضبا وغيظا، ودعا به فقال


[١] م: ما يسوء ظني.
[٢] بما وصفك به: سقط من م.
[٣] كما بلغك: سقط من م.
[٤] ابن عساكر: عند.

<<  <  ج: ص:  >  >>