للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ الأمير هو الذي ... يضحي أميرا عند عزله

إن زال سلطان الولا ... ية فهو في سلطان فضله

٤٦٠- وصف للمتوكل كلب بأرمينية يفترس الأسد فأرسل من جاء به، فقال له الطريحيّ: يا أمير المؤمنين هناك الله ما خصّك به من نيل مباغيك، وإدراك محابّك، فما شيء يصغر مع طلب أمير المؤمنين عن أن يهنّأ به، ويرغب إلى الله في زيادته. فقال له المتوكل: هو لك جزاء عن هذه التهنئة، فبعه منّي بحكمك.

فباعه منه بألفي دينار، فألقاه على أسد فتواثبا وتناهشا حتى وقعا ميتين.

[كتاب لأخي المؤلف]

«٤٦١» - كتب أخي رحمه الله تهنئة بالسلامة من حريق وقع في دار الخلافة:

الدنيا- أعزّ الله أنصار المواقف الشريفة- دار الامتحان والاختبار، ومجاز الابتلاء والاعتبار، ولله تعالى في ما نزل فيها إلى عباده من نعمه، وتخوّله من مواهبه وقسمه، عادات يقتضيها بالغ حكمته، وماضي إرادته ومشيئته، ليستيقظ الذاهل، ويعرف الجاهل، ويزداد العالم اللبيب اعتبارا، ويستفيد العاقل الأريب تفكّرا واستبصارا، فلا يغفل عن واجب الشكر إذا سيقت النعمة إليه، ولا يلهو عن استدعاء المزيد منها بالاعتراف إذا سبغت عليه، وهو أنّ الباري سبحانه إذا تابع آلاءه إلى عبده ووالاها، وهنأها له من الشوائب وأخلاها، وأماط عن مشاربها أكدار الدنيا المطبوعة على الكدر، وعمر مساربها بالأمن من طوارق الغير، خيف عليها الانتقاض والزوال، وتوقّع لها الانتهاء والانتقال. ومن ذلك الخبر المروّي أنه لما أنزل الله عزّ وجلّ قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً

(المائدة: ٣) ابتهج الصحابة رضي الله عنهم، واعتقدوا التهنئة واستشعروا، ما عدا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه بكى من بينهم. فقالوا له: ما يبكيك وقد أكمل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>