للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دلّه الرأي عليه. وانضاف ذلك- وهو قول لم يدخله هوى، ووصف لم يشبه بزلل ولا دعوى- إلى ما يعلمه منه ويحمده له ويرتضيه من سالف نصحه، وقديم خدمته، فأقدمه إلى حضرته، وتلقّاه ببشره وكرامته، وقلّده تدبير وزارته، وسربله سربال ثقته، وفوّض إليه سياسة خاصّته وعامّته، واعتمد عليه في تدبير ملكه ودولته، وردّ إليه الدواوين كلّها، وحمّله أوقها وثقلها، عالما باضطلاعه بها، ساكنا إلى ركونه لها، واثقا بأنه لا يزول عما يحمد، ولا يحول عما يعهد، في جهد [١] نفسه ومرتبته، وبذل وسعه وطاقته، في نصيحة أمير المؤمنين، أدام الله سلطانه، ومن وراء بابه من المسلمين. فأعلمك بما تجدّد لحامد بن العباس عنده من المحلّ والمنزلة، وتوكّد لديه من الموضع والمرتبة، لتعرف حقّه وتطيع أمره، وتجريه على أفضل رسوم أمثاله، وأكمل سنن أشكاله، وان كان عبدا لأمير المؤمنين معدوم الشّبه والمثل، والنظير والعدل، وأن تمتثل كتبه إذا وردت عليك، وترتسم ما يصدره إليك عن أمير المؤمنين اذ كان السفير بينه وبينك، ومن لا معدل لك في كلّ الأمور عنه. فاعلم ذلك واعمل به، إن شاء الله تعالى. وكتب حامد بن العباس.

[نسخة عهد جاثليق]

١٠٢٥- نسخة عهد جاثليق من إنشاء أخي رحمه الله: هذا كتاب أمر بانشائه سيدنا ومولانا أمير المؤمنين لعبد يشوع [٢] الجاثليق البطرك [٣] ؛ أما بعد، فالحمد لله العميم إحسانه، العظيم سلطانه، الواجب حمده، الغالب جنده، الكامل فضله، الشامل عدله، المعروف بغير رؤية تدركه ولا نظر، الخالق من غير رويّة يجيلها ولا فكر [٤] ، العالم بالأشياء ما ظهر منها وما بطن، المتعالي عن التكييف ببعد الأوهام وغوص الفطن، الذي ابتدع المخلوقات على غير تمثيل،


[١] م: جهة.
[٢] م: يوشوع.
[٣] س: الفطرك.
[٤] س: تفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>