(وما توفيقي إلّا بالله) الحمد لله الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، عالم صريح القول من الكناية.
لا يخفى عنه مكنون الغوامض، ولا يخادع في علمه بالمعارض، يعلم سرائر القلوب كعلم إعلانها، ويطّلع على مستقبل الغيوب عارفا بأوقاتها وأوانها. أحمده حمدا يؤدّي شكر آلائه ونعمه، وأعوذ به من نزول بلواه ونقمه، وأسأله توفيق ألسنتنا للنّطق الصائب، وسلامة قلوبنا من تورية المغلّ الموارب، وأن يجمعنا على الخير حتى يطابق فيه اللسان الضمير، ونبرأ من كدر التعمية والتغبير، وأن يصلّي على رسوله الأمين الصادق، العارف في لحن القول المؤمن من المنافق، وعلى آله وأصحابه أولي البصائر والحقائق.