للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عفوت عمّن لم يعف من قبلك عن مثله. فمكث المأمون ساعة ثم قال:

[من الكامل المرفل]

فلئن عفوت لأعفون جللا ... ولئن سطوت لأوهنن عظمي

قومي هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي

خذه إليك يا أحمد مكرّما. فانصرف به. ثم كتب إبراهيم إلى المأمون قصيدته العينيّة التي يقول فيها: [من الكامل]

الله يعلم ما أقول فإنها ... جهد الأليّة من حنيف راكع

قسما فما أدلي إليك بحجة ... إلّا التضرّع من مقرّ خاشع

ما إن عصيتك والغواة تمدّني ... أسبابها إلّا بنيّة طائع

يقول فيها:

وعفوت عمّن لم يكن عن مثله ... عفو ولم يشفع إليك بشافع

إلّا العلوّ عن العقوبة بعدما ... ظفرت يداك بمستكين خاضع

[الرشيد والعتابي]

«٣٧٢» - وجد الرشيد على العتّابي، فدخل سرّا مع المتظلّمين بغير إذن، فمثل بين يدي الرشيد وقال: يا أمير المؤمنين، قد أدّبني [١] الناس لك ولنفسي فيك، وردّني ابتلاؤهم إلى شكرك، وما مع تذكّرك قناعة بأحد غيرك، ونعم الصائن لنفسي كنت لو أعانني عليك الصبر، ولذلك أقول: [من الطويل]

أخضني المقام الغمر إن كان غرّني ... سنا خلّب أو زلّت القدمان

أتتركني جدب المعيشة مقترا ... وكفّاك من ماء النّدى تكفان


[١] الأغاني: آذتني.

<<  <  ج: ص:  >  >>