للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوادر القرّاء والأدباء

«٨٢٢» - كان المنصور ألزم أبا دلامة المقام في المسجد والصلاة فيه وملازمة الجماعة، فضج من ذلك واستعان بالمهدي على أبيه ليعفيه، فقال: قد أطلّ شهر رمضان فلا تدع القيام معنا فيه؛ فقال: أفعل والبلية في شهر أصلح منها طول السنة. ثم شقّ أيضا ذلك عليه فتشفّع بريطة في إعفائه من القيام في شهر رمضان فقالت: تصبر حتى تجيء ليلة القدر، فكتب إليها إني لم أسألك في إعفائي عاما قابلا وإذا مضت ليلة القدر فقد فني الشهر، وكتب تحت ذلك: [من البسيط]

خافي إلهك في نفس قد احتضرت ... قامت قيامتها بين المصلّينا

ما ليلة القدر من همّي فأطلبها ... إني أخاف المنايا قبل عشرينا

يا ليلة القدر قد كسّرت أرجلنا ... يا ليلة القدر حقّا ما تمنّينا

لا بارك الله في خير أؤمّله ... في ليلة بعد ما قمنا ثلاثينا

«٨٢٣» - توفيت حمّادة بنت عيسى بن علي وحضر المنصور جنازتها. فلما وقف على حفرتها قال لأبي دلامة: ما أعددت لهذه الحفرة؟ قال: بنت عمّك يا أمير المؤمنين حمّادة بنت عيسى يجاء بها الساعة فتدفن فيها. فضحك المنصور حتى غلب وستر وجهه.

«٨٢٤» - وكان أبو دلامة يحبّ جارية للجنيد ويبغضه فقال فيها:

[من الكامل]

اني لأحسب أن سأمسي ميّتا ... أو سوف أصبح ثم لا أمسي

من حبّ جارية الجنيد وبغضه ... وكلاهما قاض على نفسي

فكلاهما يشفى به سقمي ... فإذا تكلّم عاد لي نكسي

<<  <  ج: ص:  >  >>