[١٠٤١]- لما وضع كسرى أنوشروان الخراج على الأرض وأحكم أمره وقرّر الإتاوات على مجاوري أطراف مملكته، وأتت عليه ثماني وعشرون سنة لملكه جدّد النظر في ولايته، والعدل على رعيته وانصافهم وإحصاء مظالمهم. وكان أنوشروان ملك على ضعف ممن كان قبله، ولين انتشر به حبل الفرس وغلب عليهم مجاوروهم، قال أنوشروان: فأمرت موبذ كلّ ثغر ومدينة وبلد وجند بانهاء حالهم إليّ، وأمرت بعرض الجند: من كان منهم بالباب بمشهد مني، ومن غاب في الثغور والأطراف بمشهد القائد وباذوسبان «١» والقاضي وأمين من قبلنا، وأمرت بجمع أهل كور الخراج في كلّ ناحية من مملكتي إلى مصرها مع القائد وقاضي البلد والكاتب والأمين، وسرّحت من قبلي من عرفت صحّته وأمانته ونسكه إلى كلّ مصر ومدينة ليجمعوا بين العمال وبين أهل أرضهم وبين وضيعهم وشريفهم، وأن يرفع الأمر كلّه على حقّه وصدقه، فما نفّذ لهم فيه أمر، أو صحّ فيه القضاء ورضي به أهله فرغوا منه هنالك، وما أشكل عليهم رفعوه إليّ، وبلغ من اهتمامي بتفقّد ذلك ما لولا الذي أداري من الأعداء
[١٠٤١] قارن بما أورده مسكويه (في تجارب الأمم) ونقله الدكتور محمدي في كتابه الترجمة والنقل عن الفارسية: ٦٥ وما بعدها؛ وابن حمدون يعتمد الحذف في النقل.