به حتى أخبرها، وأخبرت لقّاطة الحصى. ودخل المغيرة على عمر: فقال:
بارك الله لأمير المؤمنين في رأيه وتوليته جبيرا. فقال: كأني بك يا مغيرة فعلت كذا، فقصّ عليه الأمر كأنّما شاهده وقال: أنشدك الله، هل كان ذلك؟ قال: اللهم نعم. ثم رقي المنبر وقال: أيّها الناس، من يدلّني على المخلط المزيل النسيج وحده؟ فقام المغيرة فقال: ما يعرف ذاك في أمّتك غيرك؛ فولّاه، ولم يزل والي العراق حتى طعن عمر.
«٧٤٠» - يقال إنّ الفيل من طبعه الهرب من السّنّور، فحكي عن هارون مولى الأزد- الذي كان يردّ على الكميت ويفخر بقحطان، وكان شاعر أهل المولتان- أنه خبّا معه هرّا تحت حضنه، ومشى بسيفه إلى الفيل وفي خرطومه السيف، والفيّالون يذمرونه؛ فلما دنا منه ألقى الهرّ [١] على وجهه فأدبر الفيل هاربا وتساقط الذين على ظهره، وكبّر المسلمون، وكان سبب الهزيمة.
[خدائع وحيل في الحرب]
٧٤١- ومن الخدائع والحيل في الحرب ما فعله كسرى بن هرمز بالروم.
وذلك أنّ شهريزار المقيم بثغر الروم واطأ ملكهم على الغدر بكسرى في خبر طويل، فسار قيصر في أربعين ألفا وخلّف شهريزار في أرض الروم، وكان رجل فارس همّة وشجاعة ومعه رجال فارس وأساورتها. وتفرّق عن كسرى جنده، وكانوا قد أبغضوه. فعلم أن لا طاقة له بالروم، فعمد إلى قسّ نصرانيّ مستبصر في دينه، وقال: إني أكتب معك كتابا لطيفا في حريرة وأجعله في قناة إلى شهريزار، فانطلق به فإنّ قيصر وجنوده لا يتّهمونك، فادفع كتابي هذا إلى شهريزار.
وأعطاه على ذلك ألف دينار. وقد علم كسرى أنّ القسّ لا يذهب بكتابه ولا يحبّ هلكة الروم. وكان في الكتاب: إني كتبت إليك وقد دنا قيصر مني، وقد