للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبذوا إليه بالوداع [١] فلم يجب ... أحدا وصمّ عن النّدا لا يسمع

[ابن طباطبا يوصي أبا السرايا]

«١٠١٧» - لما اشتدت علة ابن طباطبا، وهو محمد بن إبراهيم بن اسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن حسن، قال له أبو السرايا الخارج معه: أوصني يا ابن رسول الله فقال: الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. أوصيك بتقوى الله فانها أحصن جنّة وأمنع عصمة، والصبر فانه أفضل منزل وأحمد معوّل، وأن تستتم الغضب لربّك تعالى، وتدوم على منع دينك، وتحسن صحبة من استصحبك واستجاب لك، وتعدل بهم عن المزالق، ولا تقدم إقدام متهوّر، ولا تضجّع تضجيع متهاون، واكفف عن الإسراف في الدماء ما لم يوهن [٢] لك دينا ويصدّك عن صواب. وارفق بالضعفاء. وإياك والعجلة فان معها الهلكة.

واعلم أنّ نفسك موصولة بنفوس آل محمد عليه الصلاة والسلام، ودمك مختلط بدمائهم، فان سلموا سلمت وإن هلكوا هلكت، فكن على أن يسلموا أحرص منك على أن يعطبوا. وقرّ كبيرهم وبرّ صغيرهم، واقبل رأي عالمهم، واحتمل هفوة إن كانت من جاهلهم، يرع الله حقّك، واحفظ [٣] قرابتهم يحسن الله نظرك، وولّ الناس الخيرة لأنفسهم في من يقوم مقامي من آل عليّ، فان اختلفوا فالأمر إلى عليّ بن عبيد الله، رضيت [٤] دينه ورضيت طريقته، فارضوا به وأحسنوا طاعته تحمدوا رأيه وبأسه.


[١] المفضليات: بالسلام.
[٢] م: يهون.
[٣] م: واحسن.
[٤] مقاتل: بلوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>