للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٠٣- ومن وصايا أرسطاطاليس للاسكندر: وإياك أن تعتمد من أصحابك على طاعة المخافة فانك تفقدها منهم أحوج ما تكون إليها، واجتهد في إحراز طاعة المحبة منهم تجدها في أيّ وقت أردت.

[وصية الحارث بن كعب]

«١٠٠٤» - أوصى الحارث بن كعب بنيه فقال: يا بنيّ، قد أتت عليّ مائة وستون سنة ما صافحت يميني يمين غادر، ولا قنعت نفسي بخلّة فاجر [١] ، ولا بحت لصديق بسرّ، ولا طرحت عندي مومسة قناعا، ولا بقي على دين عيسى ابن مريم أحد من العرب غيري وغير تميم بن مر، وأسد بن خزيمة. فموتوا على شريعتي، واحفظوا وصيّتي، وإلهكم فاتقوا يكفكم المهمّ من أمركم ويصلح لكم أعمالكم، وإياكم ومعصيته لا يحلّ بكم الدمار وتوحش منكم الديار.

(في بعض الروايات: شعيب النبي [٢] صلّى الله عليه وسلم وهو الأولى، فان النصارى في العرب كثير، وبنو الحارث بن كعب كلّهم نصارى) .

يا بنيّ: كونوا جميعا ولا تفرّقوا فتكونوا شيعا، وإنّ موتا في عزّ خير من حياة في ذلّ وعجز. وكلّ ما هو كائن كائن. وكلّ جمع الى تباب [٣] . الدهر ضربان [٤] : فضرب رخاء وضرب بلاء. واليوم يومان: فيوم حبرة ويوم عبرة.

والناس رجلان: فرجل لك ورجل عليك. زوّجوا النساء من الأكفاء، وليستعملن في طيبهنّ الماء، وتجنبوا الحمقاء فانّ ولدها إلى أفن ما يكون؛ ألا إنّه لا راحة لقاطع القرابة. وإذا اختلف القوم أمكنوا عدوّهم؛ وآفة العدد اختلاف


[١] زاد في المعمرون والوصايا ونثر الدر: ولا صبوت بابنة عم لي ولا كنة.
[٢] كذلك هو في المعمرون والوصايا.
[٣] المعمرون والوصايا: تباين وكذلك في س.
[٤] المعمرون والنثر: صرفان: فصرف ...

<<  <  ج: ص:  >  >>