للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجوائزهم تفقدهم فقال: أين ابن أذينة؟ فقالوا: غضب من تقريعك له فانصرف راجعا إلى المدينة. فبعث إليه بجائزته وقال للرسول: قل له قد أردت أن تكذبنا وتصدّق نفسك. فمضى الرسول فلحقه على ماء يتغدّى عليه فأبلغه رسالته ودفع إليه الجائزة فقال: قال له: قد صدقني الله وكذبك.

وبيت عروة الذي واقفه هشام عليه من قصيدة مختارة وبعده:

أسعى له فيعنّيني تطّلبه ... ولو جلست أتاني لا يعنّيني

لا خير في طمع يدني إلى طبع ... وغفّة من قوام العيش تكفيني

لا أركب الأمر تزري بي عواقبه ... ولا يعاب به عرضي [١] ولا ديني

كم من فقير غنيّ النفس تعرفه ... ومن غنيّ فقير النفس مسكين

ومن عدوّ رماني لو قصدت له ... لم آخذ النّصف منه حين يرميني

ومن أخ لي طوى كشحا فقلت له ... إنّ انطواءك عني سوف يطويني

إني لأنظر فيما كان من أربي ... وأكثر الصمت فيما ليس يعنيني

لا أبتغي وصل من يبغي مقاطعتي ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

[أبو دهمان الغلابي]

«٣٢٨» - قال سعيد بن سلم [٢] : كنت واليا بأرمينية، فغبر أبو دهمان الغلابي على بابي أياما، فلما وصل مثل بين يديّ بين السماطين فقال: إني والله لأعرف أقواما لو علموا أنّ سفّ التراب يقيم من أود أصلابهم لجعلوه مسكة لأرماقهم، إيثارا للتنزّه عن عيش رقيق الحواشي. أما والله إني لبعيد الوثبة [٣] ، بطيء العطفة،


[١] ح: رزقي.
[٢] ح: سلام.
[٣] ح ع: الوثيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>