للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ابن أخي شكوت إليّ شكوى لم يكن ينفع في جوابها الا الفعل، ثم أحضر ابن حميد وزاهرا [١] ، تاجرين كانا يبيعان الطعام، فقال لهما: قد علمتا أني بايعتكما البارحة ثلاثين ألف كرّ على أنّ ابن أخي هذا شريككما فيها بالسعر، ثم التفت إليّ فقال: لك في هذه الاكرار عشرة آلاف كر، فإن دفعا إليك ثلاثين ألف دينار ربحك، فآثرت أن تخرج إليهما من حصتك فعلت، وإن آثرت أن تقيم على هذا الابتياع فعلت، فانفردا معي وقالا: أنت رجل شريف، وليست التجارة من شأنك، وتحتاج في الابتياع إلى أعوان وكفاة، وبذلا لي ثلاثين ألف دينار ففعلت، واستصوب أبو خالد فعلي، وقلت لأبي: تأمر في المال بأمرك، فقال: أحكم عليك فيه حكم أبي خالد في التاجرين، فأخذ الثلث، واشتريت بالثلث عقدة، وأنفقنا الباقي إلى أن أدّت بنا الحال إلى ما أدّت.

[ومن الرياسة الحلم والعفو والصفح:]

«٢٣٠» - وقد ندب الله عز وجل إليه رسوله صلّى الله عليه وسلّم في قوله (فاصفح الصّفح الجميل) (الحجر: ٨٥) . وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما أعزّ الله بجهل قط [٢] ، ولا أذلّ بحلم قط.

٢٣١- وفي حديث آخر: ما عفا رجل عن مظلمة قطّ إلا زاده الله بها عزّا.

٢٣٢- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث [٣] خصال من لم


[١] ع م: وداهرا.
[٢] قط: سقطت من ر.
[٣] ثلاث: سقطت من ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>