للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرشدوك، وشاورهم يسدّدوك. قال: قد نفذت إليهم فهربوا مني، قال: خافوا أن تحملهم على طريقتك؛ ولكن افتح بابك، وسهّل حجابك، وانصر المظلوم، واقمع الظالم، وخذ الفيء والصدقات على وجهها، وأنا ضامن عنهم أن يأتوك ويسعدوك على صلاح الأمة. وجاء المؤذنون فسلّموا عليه فصلّى وعاد إلى مجلسه؛ وطلب الرجل فلم يجده.

[حكايات في العدل والجور]

«٦٣٨» - رفعت قصص إلى المهديّ، فإذا قصة مكتوب عليها: قصة صاحب السمكة، فقال: ما هي؟ قال الربيع: بينا أبوك مشرفا على دجلة إذ بصر بملّاح صاد سمكة، فوجّه خادما إليه ليشتريها، فاستامها بدينار، فأبى وباعها من تاجر باثني عشر درهما، فاستحضر التاجر وقد شوى السمكة فأخذها منه وأكلها وقال له: لو لم يكن معك مال لما اشتريت سمكة باثني عشر درهما، وأمر خادمه أن يذهب إلى منزله ويحمل ما أصاب في صناديقه، فجاء ببدرتين فقال: أنا رجل معيل وعليّ مؤونة، فأعطاه منها أربعمائة درهم يتعيّش بها. فأمر المهدي أن تطلب البدرتان في بيت المال فجيء بهما مكتوب عليها: مال صاحب السمكة.

فقال المهدي: اجعل أبي في حلّ فإنه كان مسرفا على نفسه وخذ المال.

«٦٣٩» - لقي سفيان الثوري شريكا بعدما استقضي فقال: يا أبا عبد الله، بعد الإسلام والخير والفقه تلي القضاء؟! فقال: يا أبا عبد الله لا بدّ للناس من قاض، قال: يا أبا عبد الله لا بدّ للناس من شرطي.

«٦٤٠» - قيل: لم يرتش حكم في الجاهلية غير ضمرة بن ضمرة النهشلي، تنافر إليه عباد بن أنف الكلب الصيداوي ومعبد بن نضلة الفقعسي، فرشاه عباد مائة بعير فنفّره على معبد.

<<  <  ج: ص:  >  >>