«٨٨٧» - قال الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلم:(وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)
(آل عمران: ١٥٩) واختلف أهل التأويل في أمره بالمشاورة مع ما أمدّه بالتوفيق وأعانه بالتأييد على أربعة أوجه: أحدها أنه أمره بمشاورتهم في الحرب ليستقرّ له الرأي الصحيح فيه، فيعمل عليه، وهذا قول الحسن. وقال: ما تشاور قوم قطّ إلّا هدوا لأرشد أمورهم. والثاني: أنه أمره بمشاورتهم تألفا وتطييبا لنفوسهم، وهذا قول قتادة. والثالث: أنه أمره بمشاورتهم لما علم فيها من الفضل وعاد بها من النّفع، وهذا قول الضحّاك. والرابع: أنه أمره بمشاورتهم ليستنّ به المسلمون ويتبعه فيها المؤمنون، وإن كان عن مشاورتهم غنيا، وهذا قول سفيان.
«٨٨٨» - وقد روي عن الحسن أنه قال: إنّ الله عزّ وجلّ لم يأمر نبيّه صلّى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه لحاجة منه إلى آرائهم، ولكنّه أحبّ أن يعلمه ما في المشاورة من البركة.
«٨٨٩» - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا افتقر من اقتصد.