طويل مستقيم. فمات حاجب وطلبها ابنه عطارد فردّت عليه، وكساه كسرى حلّة، فلما أسلم أهداها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فلم يقبلها، فباعها بأربعة آلاف درهم، وبقيت فخرا لبني تميم عامّة، ولبني دارم منهم خاصة.
«١٨» - لما طالب المنصور عيسى بن موسى بتقديم المهديّ عليه في العهد قال:[من الطويل]
بدت لي أمارات من الغدر شمتها ... أظنّ رواياها ستمطركم دما
وما يعلم العالي متى هبطاته ... وإن سار في ريح الغرور مسلّما
[يوم ذي قار]
«١٩» - ومن وفاء العرب ما فعله هانىء بن مسعود الشيبانيّ حتى جرّ ذلك يوم ذي قار. وكان من خبره أنّ النعمان بن المنذر حيث خاف كسرى وعلم أنه لا ملجأ له منه رأى أن يضع يده في يده، فأودع ماله وأهله وحلقته في بكر بن وائل عند هانىء بن مسعود، فلما أتى كسرى حبسه بساباط المدائن ثم قتله. ثم إنّ كسرى أرسل إلى هانىء بن مسعود يطالبه بوديعة النعمان، فقال له: إنّ النعمان كان عاملي فابعث إليّ بوديعته ولا تكلّفني أن أبعث إليك بالجنود تقتل المقاتلة وتسبي الذرية. فبعث إليه هانىء: إنّ الذي بلغك باطل، وما عندي قليل ولا كثير، وإن يكن الأمر كما قيل فأنا أحد رجلين: إمّا رجل استودع أمانة فهو حقيق أن يردّها على من استودعه إيّاها، ولن يسلم الحرّ أمانته، أو رجل مكذوب عليه فليس ينبغي للملك أن يأخذه بقيل عدوّ وحاسد؛ فبعث كسرى إليهم