للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني الولاية]

«٤٠٣» - تهنئة بخلافة: فإنّ أولى النعم بالدوام، وأرجاها للبقاء والتمام، وأجدرها بالخلود، وأقربها إلى المزيد، وأحراها بالسّلامة على نوب الأيام وتصاريف الأحداث، نعمة نشأت بفنائه، وسكنت ذراه، فحمدت مثواه، وساسها أولياؤها بحسن المجاورة وكرم المصاحبة، سياسة الحاني الشفيق، وكفلوها كفالة الحدب الرفيق، فزكت ونمت، وخصّت وعمّت، ثم اعترضها من ريب الزمان ما هاج سواكنها، وأزعج كوامنها، وأصارها إلى الوحشة بعد الأنس، والنفّرة بعد الإلف، تتقلقل تقلقل العوادي، وتشرد شرود الضوالّ، لافظة لها الأقطار، ونابية بها المحالّ، إلى أن أعادها الله تعالى بلطفه إلى معانها [١] المعروف، وربعها المألوف، واستقرّت بعد الاضطراب، وفاءت بعد الاغتراب، وتلك نعمة الله عند سيدنا أمير المؤمنين، بما جدّده له من كرامته، واصطفاه من خلافته، وطوّقه إياه من أمانته، وردّه إليه من تدبير الملك، واعتمد عليه من سياسة الأنام، فأحيا به السّنن القاصرة، وأزال به الرسوم الجائرة، ونهج به سبل العدل، وأقام به منار [٢] الفضل.


[١] م: مظانها؛ نهاية الأرب: مغناها.
[٢] م: منازل.

<<  <  ج: ص:  >  >>