للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤١- وهب المأمون لطاهر بن الحسين الهنيء والمريء، وهما نهران بقرب الرقة فقال: يا أمير المؤمنين كفى بالمرء شرها أن يأخذ كلّ ما أعطي، ما هما يا أمير المؤمنين من ضياع السّوقة، ما يصلحان إلّا لخليفة أو وليّ عهد، ولم يقبلهما.

٧٤٢- وشبيه بهذا الفعل الذي هو نتيجة العقل ما روي عن الفضل بن سهل، وهو أنّ حمزة العطارة كانت تتولّى جوهر الخلافة، فلما قتل محمد الأمين حملت الجوهر إلى المأمون بمرو، فأحضر التجار والفضل بن سهل، فقوّم بعشرين ألف ألف دينار، فقال المأمون للفضل بن سهل: خذه فقد جعلته جميعه لك، فاستعفاه، والّح المأمون عليه حتى قال له: فخذ النصف فامتنع، فأخذ المأمون منه عقدا كان أكبر ما فيه وأحسنه، فحلف ليأخذنّه ففعل. فلما قتل الفضل بن سهل وجد في رحله حقّ مختوم، ففتح فإذا فيه العقد، ومعه رقعة بخطّه مكتوب فيها: كنت بحضرة المأمون وقد حمل إليه جوهر الخلافة، فقوّم بكذا، فوهبه جميعه لي، فامتنعت. ثم أمرني بأخذ نصفه فامتنعت، فأعطاني هذا العقد وحلف على أخذه ففعلت، وهو عندي لأمير المؤمنين المأمون وديعة، وليس لي فيه حقّ، فإن حدث بي حدث الموت فيحمل إلى أمير المؤمنين، فلا شيء لي فيه ولا لورثتي.

«٧٤٣» - كتب الحجّاج إلى قتيبة بن مسلم: إني قد طلّقت أمّ خالد بنت قطن الهلالية عن غير ريبة ولا سوء، فتزوّجها. فكتب إليه قتيبة: إنه ليس كلّ مطالع الأمير أحبّ أن أطلع، فقال الحجّاج: ويل امّ قتيبة، وأعجبه ذلك.

[ناس ذكروا بالجهل والحمق]

«٧٤٤» - كان الوليد بن عبد الملك يذكر بالجهل، وذكر يوما عليّ بن أبي طالب عليه السلام على المنبر فقال: لصّ ابن لصّ، فقال بعضهم: ما أدري أيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>