أخذت بحبل من حبال محمد ... أمنت به من نائب الحدثان
تغطيت من دهري بظلّ جناحه ... فعيني ترى دهري وليس يراني
فلو تسأل الأيام باسمي لما درت ... وأين مكاني ما عرفن مكاني
أذلّ صعاب المكرمات محمد ... وأصبح ممدوحا بكلّ لسان
[رسالة لابن نصر في الشكر]
٢٦٦- ابن نصر الكاتب: إنّما يشكر على النعمة، ويعرف أوقات المواهب والمنحة، من يطرقه الإحسان، ويزوره الإنعام إغبابا [١] ، فيجد فرجة من الآلاء، يسدّها بمتابعة الشكر والثناء. فأما من يعمّه الإفضال، ويطمّه النوال، وتسابق الفوائد إليه، وتزاحم العطايا عليه، تصبّحه مغادية، وتعقبه مراوحة، وتحلّ إليه مضحية ومظهرة، وتفقّده معصرة ومعتمة، فلا يعرف لها مدة تحصى، ولا يغيب لها عن طرفه شخصا، فقصاراه الإقرار بالتقصير، وحماداه الاعتراف بالتعذير، وهجّيراه الدعاء بالمعونة على ما أنهض بحقوق النعمة، ولوازم الخدمة.
وهو لذلك مواصل، وفضل الله تعالى بالإجابة كافل. ووصل البرّ تشرق تباشيره، وصدر إلينا تضحك أساريره، والله على المقابلة معين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[فصل للحسن بن وهب]
«٢٦٧» - فصل للحسن بن وهب: من شكر لك على درجة رفعته إليها، أو ثروة أفدته إيّاها، فإنّ شكري لك على مهجة أحييتها، وحشاشة أبقيتها، ورمق أمسكته، وقمت بين التّلف وبينه. ولكلّ نعمة من نعم الدنيا حدّ ينتهى