للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب لعبد الحميد]

«٤١٦» - كتب عبد الحميد عن مروان بن محمد إلى الوليد بن يزيد يهنّئه بالخلافة: أصلح الله أمير المؤمنين وبارك له في ما صار إليه من ولاية عباده، ووراثة بلاده، فإنه لم يقم محمّل قطّ بمثقل أعباء الخلافة أنهض بها ولا أقوى عليها من أمير المؤمنين، زاد الله في عمره، وازداد لنا من جميل رأيه.

ومنها:

حتى آزره الله بأكرم مناطق الخلافة، وردّاه بأبهى أرديتها، وقلّده أعزّ سيوفها، وعطف عليه المجتنبة من قلوب رعيّته وأهل بيته، فقام بما رآه الله أهله، ثم حوى على منفسها، ونهض بمثقلها مستقلّا بما حمل منها، ولو رامها سواه قعدت به واهيات القوى ضعيفات الحيل ومذمات [١] السجايا وفواضح [٢] الهمم، مثبتة [٣] له ولايته في سابق القدر. فالحمد لله الذي اختار أمير المؤمنين لخلافته، وقلّده وثائق عرى دينه، إحياء لشرائعه، وذبّا له عمّن كاده فيه الظالمون له، القاطعون لرحمه، ثم جعل سعيه في ذلك خسرا عليهم وحسرة لهم، إلى أن رفعه ووضعهم، وأعزّه وأذلّهم، وأكرمه وأهانهم. فمن أقام على تلك الخسيسة من الأمر أوبق [٤] نفسه، وأوتغ دينه [٥] ، وأسخط ربّه، وعادى خليفته، ومن عدلت به التوبة نازعا عن باطل إلى حقّ، ومنصرفا عن ضلالة إلى هدى، وجد الله توّابا رحيما.


[١] ب: ومدبرات.
[٢] ب: وفاضح.
[٣] ب: مثيبة.
[٤] م ب: أوثق.
[٥] م: وأوقع ذنبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>