للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث في شكوى الزمان]

«١٦٣» - لقد أحسن أبو عثمان الخالدي وإن كان متأخرا، واستحقّ التقديم على من تقدّمه بقوله: [من البسيط]

ألفت من حادثات الدهر أكبرها ... فما أعوج على أطفالها الأخر

أصفو وأكدر أحيانا لمختبري ... وليس مستحسنا صفو بلا كدر

إني لأسير في الآفاق من مثل ... فرد وأملأ في الآماق [١] من قمر

لقد فرحت بما عاينت من عدم ... خوف القبيحين من كبر ومن بطر

وربما ابتهج الأعمى بحالته ... لأنه قد نجا من طيرة العور

ولست أبكي على شيب منيت به ... يبكي على الشّيب من يأسى على العمر

وما شكرت زماني وهو يصعدني ... فكيف أشكره في حال منحدري

وقد نظرت إلى الدنيا وبهجتها [٢] ... فاستصغرتها جفوني غاية الصغر

كن من صديقك لا من غيره حذرا ... إن كان ينجيك منه شدة الحذر

ما أطمئنّ إلى خلق فأخبره ... إلا تكشّف لي عن سوء [٣] مختبر


[١] الديوان: وأملأ للأبصار.
[٢] اليتيمة والديوان: بمقلتها.
[٣] الديوان: لؤم.

<<  <  ج: ص:  >  >>