للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦١- دخل أبو الهنديّ على أسد بن عبد الله بن كرز البجلي وعنده رجل من جرم على سريره، فتناول أبا الهندي، فقال له أسد: مهلا يا أخا جرم، فإن له لسانا لا يطاق، فقال أبو الهنديّ: كم الكبائر؟ قال: بلغني أنهنّ أربع: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله. قال أبو الهندي: وبلغني أنهن خمس: تجفاف [١] على بعير، وسراج في شمس، ولبن في باطية، وخمر في علبة، وجرميّ على سرير؛ فبهت الجرمي.

«١٦٢» - المتنبي لما رحل عن ابن حمدان قاصدا إلى كافور يعرض به:

[من الطويل]

رحلت فكم باك بأجفان شادن ... عليّ وكم باك بأجفان ضيغم

وما ربّة القرط المليح مكانه ... بأجزع من ربّ الحسام المصمّم

فلو كان ما بي من حبيب مقنّع ... عذرت ولكن من حبيب معمم

رمى واتّقى رميي ومن دون ما اتقى ... هوى كاسر كفّي وقوسي وأسهمي

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدّق ما يعتاده من توهم

وعادى محبّيه بقول عداته ... وأصبح في شكّ من الليل [٢] مظلم

وما كلّ هاو للجميل بفاعل ... وما كلّ فعّال له بمتمّم


[١] م: خفاف.
[٢] م: داج من الشك؛ الديوان: ليل من الشكّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>