يا فاطمة تجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا، فأنزل الله تعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى
(الضحى: ٥) .
١٦٨- وقال عطاء: كانت فاطمة تعجن حتى تضرب عقيصتها الجفنة.
١٦٩- وقال علي عليه السلام لابن أعين: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكانت أحبّ أهله إليه، وجاءت عندي فجرّت بالرحى حتى أثّرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها، وقمشت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار حتى دكنت ثيابها، في حديث طويل.
١٧٠- وقال أنس: بينا النبي صلّى الله عليه وسلّم في المسجد، وقريش والأنصار ينتظرون بلالا أن يجيء فيؤذن احتبس عليهم ثم جاء، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:
ما حبسك يا بلال عن الأذان؟ قال: خرجت مقبلا إليك، لكني مررت على باب فاطمة عليها الصلاة والسلام وهي تطحن واضعة ابنها الحسن عند الرحى وهي تبكي، فقلت لها: أيما أحب إليك: إن شئت كفيتك ابنك، وإن شئت كفيتك الرحى؟ فقالت: أنا أرفق بابني؛ فأخذت الرحى فطحنت؛ فذاك الذي حبسني عنك. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: رحمتها رحمك الله.
[نماذج من تصرف الأغنياء]
١٧١- وروي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما زوّج فاطمة، بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف وجرتين وزوجي سقاء. قال علي عليه السلام: فقلت لفاطمة عليها السلام: لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بالسبي. فأتياه جميعا، فذكرا ذلك له وقالا: أخدمنا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والله لا أخدمكما وأدع أهل الصّفّة تنطوي بطونهم من الجوع لا أجد ما أنفق عليهم. فرجعا فدخلا في خميلتهما، فجاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فتبادرا، فقال: مكانكما! ألا أخبركما بشيء خير لكما مما سألتماني، علّمنيه جبريل عليه السلام: تكبّران في عقب كل صلاة عشرا وتسبحانه عشرا وتحمدانه عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما حمدتما الله ثلاثا وثلاثين وتسبّحان ثلاثا وثلاثين وتكبّران أربعا وثلاثين. قال علي عليه السلام: فو الله ما تركتهن منذ علمنيهنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقال