١٤٩- التعريض هو عدول عن التصريح إلى الكناية والاشارة، وهذا يقع في سائر فنون الكلام وأنواع المقاصد، وإنما يتعلّق بهذا الفصل ما عدل به عن صريح الذمّ إما إبقاء وإما مراقبة، فمن ذلك قول الشاعر:[من البسيط]
يا قوم إنّ سعيدا من يكون له ... من رأيه عن ركوب الغيّ مزدجر
لا تبطروا [١] لبلاء الله عندكم ... فقبلكم شان أهل النعمة البطر
ما غيّر الله من نعماء أنعمها ... على معاشر حتى تبدأ الغير
قد أصبح المتقي منكم على وجل ... والمعتدي معرض منكم له العبر
«١٥٠» - وقال البحتري:[من الوافر]
وفي عينيك ترجمة أراها ... تدلّ على الضغائن والحقود
وأخلاق عهدت اللين منها ... غدت وكأنها زبر الحديد
وما لي قوة تنهاك عني ... ولا آوي إلى ركن شديد
سوى شعل يخاف الحرّ منها ... لهيبا غير مرجوّ الخمود