سكر نعمة نحن سقيناه كأسها، وأن نعذره عند هفوة قد شاركناه في اتخاذ أسبابها، وأن تكون نفسه محروسة، والبقية من ماله بعد أخذ فضلها المفسد له متروكة، وأن يتحدّث الناس بأنّ سيدي الأمير أصاب غرض الحزم في القبض عليه، ثم طبّق مفصل الكرم في التجاوز عنه.
[حكايات في الشفاعة]
«٥٣٧» - ومن كلامه في الشفاعة إلى أبي تغلب ابن حمدان لأخ له:
وقد يكون لعمري في ذوي الأرحام الشابكة، والقرابات الدانية، من يتمادى في العقوق، ويذهب عن حفظ الحقوق، ولا يسع ترك تألّفه حتى يرجع، واستصلاحه حتى ينزع، فإن تجشّم الإعراض عنه لرياضة تقصد، أو عاقبة نفع تحمد [١] لم يبلغ به إلى قطع المعيشة ومنع المادة، لأنّ قباحة ذلك لمن يستعمله أكثر من مضرّته لمن يعمل معه. وقد قيل: إنّ الملوك تعاقب بالهجران ولا تعاقب بالحرمان، هذا في الأتباع والأصحاب، وهو ألزم في الأقران والأتراب.
«٥٣٨» - لمّا قال دعبل في المعتصم:[من الطويل]
ملوك بني العباس في الكتب سبعة ... ولم تأتنا في ثامن لهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة ... خيار إذا عدوّا وثامنهم كلب
لقد ضاع أمر الناس حين يسوسهم ... وصيف وأشناس وقد عظم الخطب
نذر المعتصم دمه، فطلب طلبا شديدا، فتوارى وهرب. فسمع ابن أبي دواد المعتصم يوما يقول: لأقتلنّ دعبلا، قال: ولم؟ قال: هجاني، قال: يا أمير المؤمنين، إنّ دعبلا شريف وعنده من الفضل بمعرفة أهل الفضل ما يردعه عن هذا، ولكن من المبلّغ لك ذلك عنه؟ قال: عمي إبراهيم بن المهدي؛ قال: ففي