٦٥١- كبر رجل من الخوارج وهرم حتى لم يكن فيه نهوض، فأخذ منزلا على ظهر الطريق، فلما جاء مطر وابتلّت الأرض أخذ زجاجا وكسره ورماه في الطريق فإذا مرّ به رجل وعقر رجله الزجاج، قال الخارجي من وراء الباب: لا حكم إلا لله، اللهمّ هذا مجهودي.
٦٥٢- وكان بالمدينة آخر منهم فرؤي وهو يحذف قناديل المسجد بالحصباء فيكسرها، فقيل له: ما تفعل؟ قال: أنا كما ترى شيخ كبير لا أقدر على أكثر من هذا، أغرّمهم قنديلا أو قنديلين في كل يوم.
الحيّ فأصاب دبّة فيها سمن، فأدخل يده فيها بلزوجة السّمن، ثم ذهب ليخرجها فلم يقدر؛ فاشتمل عليها، فلما خاف أن يفتضح جلس في المجلس وجعل يعتمد عليها ليخرجها، فتدور عيناه في رأسه وينعصر. فقال شيخ: كأن الحواء علينا دائر ورب الكعبة لا والله لا أبيت في الحواء. فخرج إلى غيضة ثم دخل في غصن منها ملتفّ، وجاء إلى فجوة منه فاستلقى على صخرة؛ وجاء الضيف يطلب شيئا يكسر به الدّبة. فجعل يدور في الغيضة فبصر بصلعة الشيخ تبرق في القمر، فظنّها صخرة فاعتمدها، فضرب بالدبّة رأسه ليكسرها، فصاح الشيخ صيحة اجتمع لها الحيّ، وهرب الرجل، وأدركوا الشيخ مرتاعا لا يدري ما أصابه.
«٦٥٤» - كان مخارق المغني صديقا لأبي العتاهية الشاعر. قال مخارق:
فجاءني يوما فقال لي: قد عزمت على أن أتزوّد منك يوما فهبه لي، فمتى تنشط؟ قال، قلت: متى شئت، قال: أخاف أن تقطع بي، فقال: لا والله لا فعلت ولو طلبني الخليفة، فقال: يكون في غد؟ فقلت: أفعل. فلما كان