للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبق إليّ ولا يبالي أن يردّ. فلما أدخل إليّ أنكرت ذلك وطردت بوّابي وأمرت بردّ الطبق. فلما كان اليوم تقدم إليّ مع خصمه فما تساويا في قلبي ولا في عيني. وهذا يا أمير المؤمنين ولم أقبل، فكيف تكون حالي لو قبلت؟ ولا آمن أن تقع عليّ حيلة في ديني فأهلك. وقد فسد الناس. فأقلني أقالك الله وأعفني، فأعفاه.

[صفة الإمام العادل عند للحسن البصري]

«٥٧٠» - نادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر: أيا سليمان، أيا سليمان، اذكر يوم الأذان، فنزل عن المنبر ودعا بالرجل فقال له سليمان: فما يوم الأذان؟ فقال: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)

(الأعراف:

٤٤) قال: فما ظلامتك؟ قال: أرضي بمكان كذا أخذها وكيلك، فكتب إلى وكيله أن ادفع إليه أرضه وأرضي مع أرضه.

٥٧١- واستؤمر عمر بن عبد العزيز في البسط على العمّال فقال: يلقون الله بجناياتهم أحبّ إليّ من أن ألقى الله بدمائهم.

«٥٧٢» - كتب عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة إلى الحسن البصري أن يكتب إليه بصفة الإمام العدل، فكتب إليه الحسن: اعلم يا أمير المؤمنين أنّ الله تعالى جعل الإمام العدل قوام كلّ مائل، وقصد كلّ جائر، وصلاح كلّ فاسد، وقوة كلّ ضعيف، ونصفة كلّ مظلوم، ومفزع كلّ ملهوف. والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الحازم الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المراعي ويذودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السّباع، ويكنفها من أذى الحرّ والقرّ.

والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده: يسعى لهم صغارا، ويعلّمهم كبارا، يكسب لهم في حياته، ويدّخر لهم بعد وفاته. والإمام العدل يا

<<  <  ج: ص:  >  >>