وطيبا ومالا، فودعه أبو شراعة وبكى، ثم قال: [من الرمل]
يا أبا إسحاق سر في دعة ... وامض مصحوبا فما منك خلف
ليت شعري أيّ أرض أجدبت ... فأغيثت بك من بعد العجف
حكم الرحمن باللطف لهم ... وحرمناك بذنب قد سلف
إنما أنت ربيع باكر ... حيث ما صرّفه الله انصرف
[كتابات في السفر والوداع]
٣٧٥- كتب الوزير ذو السعادات ابن أبي الفرج بن فسانجس إلى أبي غالب ابن بشران النحوي: [من الوافر]
أودعكم وإني ذو اكتئاب ... وأرحل عنكم والقلب آبي
وإنّ فراقكم في كل حال ... لأوجع من مفارقة الشباب
أسير وما ذممت لكم جوارا ... ولا ملّت مباركها ركابي
لكم مني المودة في اغتراب ... وأنتم إلف نفسي في اقتراب
وروعات الفراق وإن أغامت ... تقشّعها مسرات الإياب
«٣٧٦» - أبو عثمان الخالدي وقد عزم على توديع المهلبي: [من البسيط]
إنا لنرحل والأهواء أجمعها ... لديك مستوطنات ليس ترتحل
لهن من خلقك الروض الأريض ومن ... نداك يغمرهن العارض الهطل
لكن كلّ فقير يستفيد غنى ... دعاه شوق إلى أوطانه عجل
وكل غاز إذا جلت غنيمته ... فإن آثر شيء عنده القفل
«٣٧٧» - وكتب السري الرفاء إلى بني فهد يتشوقهم: [من الطويل]
تناءوا ولما ينصرم حبل عزهم ... وحاشا لذاك الحبل أن يتصرما