للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأشكر ما أوليت من حسن نعمة ... ومثلي لشكر المنعمين حقيق

فلما دخل على معاوية بكى، وقال: ركب مني ما لم يركب من مسلّم قط على غير حدث في الإسلام، ولا خلع يد من طاعة ولا جرم، فقال: ألست القائل:

[من الوافر]

ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني

أتغضب أن يقال أبوك عفّ ... وترضى أن يقال أبوك زان

فاشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان

واشهد أنها ولدت زيادا ... وصخر من سميّة غير دان

فقال: والذي عظّم حقّك يا أمير المؤمنين، ما قلته، ولقد بلغني أن عبد الرحمن ابن الحكم قاله ونسبه إليّ، قال أفلم تقل: [من الوافر]

شهدت بأن أمّك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع

ولكن كان أمر فيه لبس ... على وجل شديد وارتياع

أولست القائل: [من المنسرح]

إن زيادا ونافعا وأبا ... بكرة عندي من أعجب العجب

إن رجالا ثلاثة خلقوا ... في رحم أنثى وكلّهم لأب

ذا قرشي كما يقول وذا ... مولى وهذا بزعمه [١] عربي

في أشعار كثيرة قلتها في زياد وبنيه؟ اذهب فقد عفوت عن جرمك، ولو إيانا تعامل لم يكن شيء ممّا كان، فاسكن أيّ أرض أحببت. فاختار الموصل فنزلها.

[مسلم بن الوليد في دكان خياط]

«٨٣» - قال مسلّم بن الوليد: كنت يوما جالسا في دكان خياط بازاء منزلي إذ


[١] الأغاني: ابن عمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>