«٥٨٥» - قال الشعبي: حضرت عبد الله بن الزبير وهو يخطب بمكة، فقال في آخر خطبته: أما والله لو كانت الرجال تصرف لصرّفتكم تصريف الذهب والفضة. أما والله لوددت أنّ لي بكلّ رجلين منكم رجلا من أهل الشام، بل بكلّ خمسة، بل بكلّ عشرة، فما بكم يدرك الثار، ولا بكم يمنع الجار. فقام إليه رجل من أهل البصرة فقال: ما نجد لنا ولك مثلا إلا قول الأعشى: [من البسيط]
علّقتها عرضا وعلّقت رجلا ... غيري وعلّق أخرى ذلك الرجل
علقناك وعلقت أهل الشام، وعلق أهل الشام بني مروان، فما عسينا أن نصنع [١] ؟!
[١] في ر م بعد هذا: آخر باب التقريع والتوبيخ ويتلوه [إن شاء الله تعالى] باب الوعيد والتحذير، والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله وحده. وفي ر: بلغ مقابلة ولله الحمد.