للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل السادس نوادر التعازي والمراثي]

«٧٠٣» - دخل أبو دلامة على أمّ سلمة يعزّيها بأبي العباس السفاح زوجها، فبكى وبكت، ثم قال: [من الكامل]

ولقد أردت الصبر عنك فلم يكن ... جزعي ولا صبري عليك جميلا

يجدون أبدالا سواك وإنني ... لو عشت دهري ما أصبت بديلا

فقالت أمّ سلمة: ما أصيب به غيري وغيرك، فقال: لا والله ولا سواء رحمك الله، لك منه ولد وليس لي أنا منه ولد، فضحكت منه أمّ سلمة، ولم تكن ضحكت قبل ذلك، وقالت: لو حدّث الشيطان لأضحكه.

٧٠٤- وكان ابن الجصّاص الموصوف باليسار مغفّلا، فعزّى رجلا عن بنت له ماتت فقال له: من أنت حتى لا تموت بنتك البظراء؟! قد ماتت عائشة بنت النبي صلّى الله عليه وسلم.

«٧٠٥» - وذكر محمد بن إبراهيم اليزيدي أنه كان عند أبي إسحاق الزجّاج النحوي يعزّيه عن أمه، وعنده جماعة من الوجوه والرؤساء، إذ دخل ابن الجصّاص ضاحكا وهو يقول: الحمد لله يا أبا إسحاق، قد والله سرّني، فدهش الزجاج ومن حضر، فقال له بعضهم: كيف سرّك ما غمّه وغمّنا له؟ قال:

ويحك بلغني أنه هو الذي، فلما صحّ عندي أنها هي التي، سرّني؛ فضحك الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>