للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصية قيس بن عاصم لابنه]

«١٠١٣» - أوصى قيس بن عاصم بنيه فقال: يا بنيّ، خذوا عنّي فلا أحد أنصح لكم مني. إذا دفنتموني فانصرفوا إلى رحالكم فسوّدوا أكبركم فان القوم اذا سودوا أكبرهم اخلفوا آباءهم، ولا تسوّدوا أصغركم فان القوم إذا سوّدوا أصغرهم أزرى ذلك بهم في أكفائهم. وإياكم ومعصية الله تعالى وقطيعة الرحم.

وتمسّكوا بطاعة أمرائكم: فانهم من رفعوا ارتفع، ومن وضعوا اتّضع. وعليكم بهذا المال فأصلحوه، فانه منبهة للكريم واستغناء عن اللئيم. وإياكم والمسألة فانها أخر كسب الرّجل [١] ، وإن أحدا لم يسأل إلا ترك كسبه. وإياكم والنياحة فاني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ينهى عنها. وادفنوني في ثيابي التي كنت أصلّي فيها وأصوم. ولا تعلم بكر بن وائل بمدفني فاني كنت أغتالهم [٢] في الجاهلية وبيننا وبينهم خماشات [٣] فأخاف أن يدخلوها عليكم فيعيبوا عليكم دينكم. وخذوا بثلاث خصال: اياكم وكلّ عرق لئيم أن تلابسوه، فانه مهما يسرّكم يوما فسوف يسوءكم يوما، واكظموا الغيظ، واحذروا بنيّ أعداء آبائكم فانهم على منهاج آبائهم لابائكم. وقال [٤] : [من البسيط]

أحيا الضغائن آباء لنا هلكوا ... فلن تبيد وللآباء أبناء

قال الكلبي: فنحل هذا البيت سابقا البربري، وقيس أول من قاله.


[١] م: الرجال.
[٢] س: أغالبهم؛ المعمرون: أغاورهم.
[٣] خماشات: جراحات.
[٤] البيت في عيون الأخبار ٣: ١٠٧ والأغاني ٤: ٣٥١ وشرح النهج ٧: ١٤١ وقد تمثل به السفاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>