فقضقض متنيه، وجعل يلغ في دمه. فذمرت أصحابي فبعد لأي ما استقدموا، فهجهجنا به فكرّ مقشعرّا كأنّ به شيهما حوليّا، فاختلج رجلا أعجز ذا حوايا فنفضه نفضة تزايلت لها مفاصله، ثم نهم فقرقر، ثم زفر فبربر، ثم زأر فجرجر، ثم لحظ، فو الله لخلت البرق يتطاير من تحت جفونه، من عن شماله ويمينه، فأرعشت الأيدي، واصطكّت الأرجل، وأطّت الأضلاع، وارتجّت الأسماع، وشخصت العيون، وانخزلت المتون، وساءت الظنون. فقال له عثمان: اسكت قطع الله لسانك فقد أرعبت قلوب المؤمنين.
٧١٥- قال شعبة، قلت للطرماح بن حكيم: ما شأن أبي زبيد وشأن الأسد؟ فقال: إنه لقيه بالنّجف، فلما رآه سلح من فرقه، فكان بعد ذلك يصفه كما رأيت.
٦- نعت وحش الفلاة وسباعها
«٧١٦» - قال الأخطل يذكر الثور الوحشيّ:[من البسيط]
فما به غير موشيّ أكارعه ... إذا أحسّ بشخص نابىء مثلا
كأنّ عطّارة باتت تطيف به ... حتى تسربل ماء الورس وانتعلا
من خضب نور خزامى قد أطاع له ... أصاب بالقفر من وسميّه خضلا
بات إلى حقف أرطاة يلوذ بها ... إذا أحسّ بسيل تحته انتقلا
كأنه ساجد من نضخ ديمته ... مقدّس [١] قام تحت الليل فابتهلا
ينفي التراب بروقيه وكلكله ... كما استماز رئيس المقنب النّفلا