للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٥٦]- وممّن قيل إنه مات كمدا: عبد الله بن عجلان النهدي، روي أنه رأى أثر كفّ محبوبته في ثوب زوجها فمات.

وهذا الفصل نذكر فيه جملة الأخبار والأشعار في الغزل، ونقتصر على ما يؤمن معه الملل، ونعدل عن الإكثار، فإن استقصاءه غير ممكن، وهو فنّ يلهج به الناس، وقد أكثروا منه واختلفوا فيه.

٤٥٧- قيل: الهوى جليس ممتع، وأليف مؤنس، وصاحب مهلك، ومالك قاهر، مسالكه لطيفة، ومذاهبه متضادة، وأحكامه جائرة، ملك الأبدان وأرواحها، والقلوب وخواطرها، والعيون ونواظرها، والعقول وآراءها، وأعطي خزام طاعتها، وقود تصرّفها، توارى عن الأبصار مدخله، وغيّض في القلوب مسلكه، وقد رأينا الهوى يشجع قلب الجبان، ويسخي كفّ البخيل، ويصفّي ذهن الغبي، ويبعث حزم العاجز، ويخضع له عزة كل متجبّر.

[٤٥٨]- فمن مختار الشعر فيه قول الشنفرى: [من الطويل]

فواكبدا على أميمة بعد ما ... طمعت فهبها نعمة العيش ولّت «١»

لقد أعجبتني لا سقوطا قناعها ... إذا ما مشت ولا بذات تلفّت

تحلّ بمنجاة من اللوم بيتها ... إذا ما بيوت بالمذمّة حلّت

أميمة لا يخزي نثاها حليلها ... إذا ذكر النسوان عفّت وجلّت

إذا هو أمسى آب قرّة عينه ... مآب السعيد لم يقل أين ظلّت

فدقّت وجلّت واسبكرّت وأكملت ... فلو جنّ إنسان من الحسن جنّت

فبتنا كأنّ البيت حجّر فوقنا ... بريحانة ريحت عشاء وطلّت


[٤٥٦] أخباره في الأغاني ٢٢: ٢٤٥- ٢٥٤.
[٤٥٨] من المفضلية رقم: ٢٠ في شرح ابن الأنباري، ص: ١٩٤ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>