للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٣٧٤» - قال الأصمعي: سمعت أعرابيّا يقول: عجبت للحريص المستقلّ لكثير ما في يده، والمستكثر لقليل ما في يد غيره، حتى طلب الفضل بذهاب الأصل، فركب مفاوز البراري ولجج البحار معرّضا نفسه للممات وماله للافات، ناظرا إلى من سلم، غير معتبر بمن عدم.

[لما افتتح الرشيد هرقلة]

٣٧٥- لما افتتح الرشيد هرقلة أباحها ثلاثة أيام، وكان بطريقها الخارج إليه بسيل الرومي، فنظر إليه الرشيد مقبلا على جدار فيه كتاب باليونانية، وهو يطيل النظر فيه، فدعا به فقال: لم تركت الانتهاب وأقبلت على هذا الجدار تنظر فيه؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنّ في هذا الجدار كتابا هو أحبّ إليّ من هرقلة وما فيها. قال الرشيد: ما هو؟ قال: بسم الله الملك الحقّ المبين، ابن آدم: غافص الفرصة عند إمكانها، وكل الأمور إلى وليها. لا تحمل على قلبك همّ يوم لم يأت، إن يكن من أجلك يأتك الله برزقك فيه، ولا تجعل سعيك في المال أسوة المغرورين، فربّ جامع لبعل حليلته. واعلم أنّ تقتير المرء على نفسه توفير منه على غيره. فالسعيد من اتّعظ بهذه الكلمات ولم يضيّعها. قال له الرشيد: أعدها عليّ يا بسيل، فأعادها حتى حفظها.

«٣٧٦» - قال سعد بن أبي وقاص: يا بنيّ إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنها مال لا ينفد، وإيّاك والطمع فإنه فقر حاضر، وعليك باليأس فإنك لم تيأس من شيء قطّ إلّا أغناك الله عنه. الغنيّ من استغنى بالله، والفقير من افتقر إلى الناس.

[عود إلى إيراد أشعار]

«٣٧٧» - قيس بن الخطيم: [من الوافر]

فقل للمتّقي غرض المنايا ... توقّ وليس ينفعك اتقاء

<<  <  ج: ص:  >  >>