للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في نوادر الهجاء والذم]

«٥٠١» - الأهاجي في معانيها تقارب النوادر، وأسيرها ما كان خفيفا سهلا، إلّا أني لما شرطته في الكتاب أخرجت في هذا الفصل ما قصد به القائل قصد الهزل. فمن ذلك ما رواه صاعد بن ثابت قال: بلغ أبا الحسين [١] البريدي خبر قصيدة أبي الفرج الأصفهاني فيه، وسمع استحسان قوم لها فقال لجلسائه:

من يحفظها؟ فقالوا: ليس فينا من يحفظها. فقال: دعوا هذا عنكم، ومن أنشدنيها فهو آمن، وله ألف درهم. وكان أبو القاسم ابن أبي موّاس [٢] أبسط الجماعة عليه، فقال: لست أحفظها ولكنّي أحضرك نسختها ولي الأمان والصلة. قال: افعل. قال: آلله؛ قال: آلله. ثم صافحه أنه لا يبقى في نفسه شيء إذا هو فعل ذاك. فأحضره نسختها وقرأها عليه وهو يفرك يديه ويزداد غيظا حتى انتهى إلى قوله: [من الخفيف]

هو أزنى ممّن نقدّر أمّا ... ليس ممّن يصاد بالتقليد

قال: فضحك حتى قهقه ثم قال: صدق العاضّ بظر أمّه، لست ممّن يصاد


[١] م: بلغ الحسين.
[٢] م: مراس.

<<  <  ج: ص:  >  >>