للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشهد أنّك أحسنهم وصفا، وألينهم عطفا، وأعفّهم مقالا، وأكرمهم فعالا.

فقال خالد: أتمّ الله عليكم نعمه، وأجزل لديكم قسمه، وأنّس بكم القربة، وفرّج بكم الكربة. وأنت والله، ما علمت أيها الأمير، كريم الغراس عالم بالناس، جواد في المحل [١] ، بسّام عند البذل، حليم عند الطيش، في ذروة من قريش، ولباب عبد شمس، ويومك خير من أمس. فضحك هشام وقال: ما رأيت كتخلّصك يا ابن صفوان في مدح هؤلاء ووصفهم، حتى أرضيتهم جميعا وسلمت عليهم.

[قيس بن عاصم وامرأته]

«٧٩» - أسلم قيس بن عاصم المنقري وعنده امرأة من بني حنيفة، فلم تسلم معه وطالبته بالفرقة ففارقها. فلما احتملت لتلحق بأهلها قال لها قيس: أما والله لقد صحبتني سارّة، ولقد فارقتني غير عارّة، لا صحبتك مملولة، ولا أخلاقك مذمومة، ولولا أمر الله [٢] ما فرّق بيننا إلّا الموت، ولكنّ أمر الله ورسوله أحقّ أن يطاع. فقالت له: أبنت عن حسبك وفضلك، وأنت والله كنت الدائم المحبة، الكثير المقة، القليل اللائمة، المعجب الخلوة، البعيد النبوة، لتعلمنّ أني لا أسكن إلى زوج بعدك.

«٨٠» - قال قتيبة لنهار بن توسعة: لست تقول فينا كما كنت تقول في آل المهلّب، قال: والله إنهم كانوا أهدافا للشعر. قال: هذا والله أمدح ممّا قلت فيهم أول.

[الكميت والهاشميات]

«٨١» - لما قال الكميت بن زيد الهاشميّات كتمها وسترها، ثم أتى الفرزدق


[١] م: المجلس.
[٢] س: ولولا ما اخترت.

<<  <  ج: ص:  >  >>