الحمد لله الواجب شكره وحمده، الصادق قوله ووعده، الوفيّ ميثاقه الخفيّ برّه ورفده، الذي جعل الصدق منجاة لقائليه، والإفك مرداة لمؤتفكيه، أمر باجتناب الزّور، ونهى عن اتّباع الغرور، وندب إلى حفظ المواثيق والعهود، فقال:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)
(المائدة: ١) وابتعث من أكرم محتد وأطيب مولد رسولا صادقا في المقالة، صادعا بالرسالة، ما كذب فؤاده ما رأى، ولا نطق عن الهوى، وأيّده من صحبه بالصادقين قولا وفعلا، والمخلصين سرّا وجهرا، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكلّ منهم قضى نحبه مؤدّيا حقّه إليه.
وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا نبيّه ورسوله، وعبده وخليله، شهادة أدّخرها ليوم المعاد، وأجعلها العدّة فيه والزاد، يوم ينفع الصادقين صدقهم، ويؤدّى جزاؤهم عما قدّموه وحقّهم.