للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشهد لقد جئنك يا سيدي شوقا، وبادرن نحوك توقا، واستشعرن إليك ارتياحا، واكتسبن بك مراحا، حتى كأنها اشتاقت من أناملك أخواتها، وحنّت من دويّك إلى أمّهاتها، ولقد ردّت القوس إلى باريها، وهديت العروس إلى واليها، لأنك بحمد الله ومنّه الوثّاب للجراثيم، والخرّاج من الأضاميم، والشهاب الثاقب علما، والطّود الراسب حلما، ومن يوسعها اللؤلؤ فذّا وتؤاما، والعقود نسقا ونظاما، فتدرّ لها أخلاف البلاغة، وتسيل عليها شعاب الكتابة، وتجلو بلسانها الشبهات، وتكشف ببيانها الغمرات.

لا أعدمك الله موادّ الفضل المنصبّة إليك، وجلائل المنح المقصورة عليك، بقوّته وحوله، وكرمه وطوله.

[كتاب لأخي المؤلف]

٤٤٢- وكتب أخي رحمه الله نسخة لما يبرز به التوقيع الإماميّ في عيد الفطر: الحمد لله الواجب شكره، الغالب أمره، المنصور حزبه، المثبور حربه، الدالّ على وحدانيته ببدائع فطرته، المانع [١] بعجائب صنعه من أن يتقرّر في الأوهام كنه معرفته، الذي أرسل محمدا إلى كافّة الأمم، وجلا بضياء نبوّته حنادس الظّلم، وبعثه رسولا بالحقّ صادعا، ولعرانين الشرك جادعا، حتى استعلت كلمة الايمان واتّضح مناره، وكبا زناد الباطل وخبت ناره. فصلّى الله عليه ما طرف ناظر، ورفّ غصن ناضر، والحمد لله على أن أصار إلى أمير المؤمنين ميراث الطاهرين من آبائه، وخصّه بما حاز له منه بجزيل منّه وحبائه، وحقّق للدولة القاهرة العباسية وعد النبي صلّى الله عليه وسلم إذ يقول لعمّه العباس رضوان الله عليه: ألا أبشّرك يا عمّ، بي ختمت النبوّة، وبولدك تختم الخلافة، إلى غير هذا من الأخبار التي ضلّ من أضمر عناد شيء منها وأسرّ خلافه. وجعل أيامه بالعدل آهلة، ومن مشارب الأمن ناهلة، والرعية في ظلّ إيالته الوارف وادعة، وسيرته لروائع الجور عنها وازعة. والحمد لله الذي منح عباده المؤمنين منائح من نعمه


[١] ببدائع ... المانع: سقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>