قبيحا كنت أحقّ من ستره [١] ، فسرّ بقولها وعقلها، وحظيت عنده.
[محمد الأمين]
٧٦٧- كان محمد الأمين مضعّفا شديد الانهماك على اللذّة، منهمكا على التصابي، مطاوعا هوى النفس وجهلها، فروي عنه أنه لاعب الفضل بن الربيع بالنرد في وقت محاربته طاهر بن الحسين، وأخذ خاتمه رهنا وعليه اسمه واسم أبيه وقام لحاجته، واستدعى نقّاشا وأمره أن يكتب تحت اسمه ينكح، ثم عاد إلى مجلسه وأعاد الخاتم إلى الفضل، وتركه أياما ثم أخذ الخاتم من يده فتأمّله وقال: ما الذي عليه مكتوب؟ قال: اسمي، قال: وما هذا تحته؟ فتأمله الفضل فكاد يجنّ وقال له: ما بقّيت في هتك سترك شيئا، هذا خاتم وزيرك تختم به الكتب الصادرة عنك إلى الآفاق، وبالأمس ختم به إلى أخيك الذي يدعو إلى خلعك، ويجهّز الجيوش لحربك، ويزعم أنه أحقّ بالأمر منك، وما يضرّ ذلك الفضل ولا الربيع، والله المستعان.
٧٦٨- وذكره الفضل يوما فقال: ينام نوم الظّربان، وينتبه انتباه الذئب، همّه بطنه ولذّته، لا يفكّر في زوال نعمة، ولا يروّي في إمضاء رأي ولا مكيدة، قد شمّر له عبد الله عن ساقه، وفوّق له أسدّ أسهمه، يرميه على بعد الدار بالحتف النافذ والموت القاصد، قد عبأ له المنايا على متون الخيل، وناط له البلايا بأسنّة الرماح وشفار السيوف. [من الطويل]
يقارع أتراك ابن خاقان ليله ... إلى أن يرى الإصباح لا يتلعثم
فيصبح من طول الطراد وجسمه ... نحيل وأضحي في النعيم أصمم
فشتان ما بيني وبين ابن خالد ... أمية في الرزق الذي الله يقسم
ونحن نجري إلى غاية إن قصّرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا، وإنما نحن شعب من أصل: إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا. إن هذا الرجل