دلوا أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفاي طرحت إليه دلوه وقلت: حسبي، ثم أكلتهن وحمدت الله، وشربت من الماء الذي نزعت بكفي حتى رويت، ثم أقبلت حتى جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوجدته جالسا في المسجد في الناس، فبينما نحن عنده إذ طلع مصعب بن عمير في بردة خلق مرقوعة بفرو، فجاء وهو مستحيي يتقفّى الناس حتى جلس في أدناهم، فرآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكر ما كان فيه من النعمة وذكر ما أصابه من الجهد في الإسلام. قال: فذرفت عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم قال: يوشك أن يغدو أحدكم في حلّة ويروح في أخرى، وأن يغدى على أحدكم بجفنة ويراح عليه بأخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة أفأنتم يومئذ خير منّا اليوم؟ فقلنا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم، كفينا المؤونة فتفرغنا للعبادة، قال: بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ.
٢٣٩- قال جعفر بن سليمان لأعرابي رآه في إبل قد ملأت الوادي: لمن هذه الإبل؟ قال: لله في يدي. فهذا الشكر الجميل النافع.
٢٤٠- قال النخعي: إنما يهلك الناس في فضول الكلام وفضول المال.
٢٤١- أبو بكر العرزمي:[من الطويل]
أرى عاجزا يدعى جليدا لغشمه ... ولو كلّف التقوى لكلّت مضاربه
وعفا يسمى عاجزا لعفافه ... ولولا التقى ما أعجزته مذاهبه
وليس بعجز المرء أخطأه الغنى ... ولا باحتيال أدرك المال كاسبه
٢٤٢- آخر:[من المنسرح]
كم من لئيم الآباء شرّفه ال ... مال أبوه وأمه الورق
ومن كريم الجدود ليس له ... عيب سوى أن ثوبه خلق
٢٤٣- الحسن: إن أشد الناس صراخا يوم القيامة رجل سنّ سنة ضلالة فاتّبع عليها، ورجل فارغ مكفيّ قد استعان بنعم الله على معاصيه.
[مصادر المال]
٢٤٤- قيل: أمور الدنيا أربعة: إمارة وتجارة وصناعة وزراعة، فمن لم