للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاري، وكان من المشهورين بالشدة، وجاء برمحه يحمله أربعة نفر.

(٧) المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد: فارس بني العبّاس وأشدهم بأسا، طعنه رجل مرة فأمال ظهره في الرمح فقصفه، وكان يسمي ما بين سبابته والوسطى «المقطرة» ، واعتمد به على عضد رجل فكسره، وكان يشدّ يده على كتابة الدينار فيمحوها، ويأخذ العمود الحديد فيلويه حتى يصير طوقا في العنق، وهمته في فتوحه تناسب شدّته في جبلّته [١] .

(٨) بكر بن النطاح الحنفي: فاتك شاعر نجد، له خبر مع أبي دلف يدلّ على حميته ونجدته، لم يزل معه يمتدحه ويحارب بين يديه حتى مات [٢] .

[نوادر هذا الباب]

«١٢١١» - قال أبو دلامة: أتي بي المنصور أو المهدي وأنا سكران، فحلف ليخرجنّي في بعث حرب، فأخرجني مع روح بن حاتم المهلبي لقتال الشراة، فلما التقى الجمعان قلت لروح: أم والله لو أن تحتي فرسك ومعي سلاحك لأثّرت في عدوك اليوم أثرا ترتضيه، فضحك وقال: والله العظيم لأدفعنّ إليك ذلك ولآخذنّك بالوفاء بشرطك، ونزل عن فرسه فنزع سلاحه ودفعهما إليّ، ودعا بغيرهما فاستبدل به، فلما حصل ذلك في يدي وزالت عني حلاوة الطمع قلت له: أيها الأمير هذا مقام العائذ بك، وقد قلت بيتين فاسمعها قال: هات، فأنشدته: [من الكامل]


[١] انظر رقم: ١٠٨٠.
[٢] زاد في هامش ح: قحطبة بن شبيب الطائي من نقباء الدولة العبّاسية وصاحب حروبها، غرق في دجلة وقد اقتحمها في الحرب التي كانت بينه وبين بني أمية، وقام ابنه الحسن مقامه.
قائد الجيش عبد الله بن علي بن عبد الله بن العبّاس صاحب الوقائع وقاتل مروان، كان ذا نجدة وبأس ورأي في الحرب ومراس، ومات في حبس المنصور، قيل إنه بنى [ ... ] .

<<  <  ج: ص:  >  >>