للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلي لا يسأل مثلها.

[حكايات في تنجز الحوائج]

٤٦٦- دخل ابن شبرمة على عيسى بن موسى وسأله حوائج استكثرها، فقال له: أقضي لك نصفها؛ قال: فما عذري عند الباقين من أربابها؟ قال:

فأقضي لك الثّلثين، قال: أيّها الأمير، من أولى الناس بالجنابة؟ قال:

جانيها؛ قال: فأنت الجاني إليّ إذ أدنيتني وقرّبت مجلسي حتى رغب الناس في حوائجهم إليّ، ورغبت إليك فيها، فإن قضيت الكلّ وإلا فأقصني منك حتى لا يأتوني ولا آتيك. فقضى حوائجه بأجمعها.

٤٦٧- حدّث أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي في أيام عطلته وكبر سنّه ولزومه بيته قال: عرضت على أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات رقعة في حاجة، فقرأها ووضعها بين يديه ولم يوقّع فيها، فأخذتها وقمت وأنا أقول متمثّلا من حيث يسمع: [من الكامل]

وإذا خطبت إلى كريم حاجة ... وأني فلا تعقد عليه بحاجب

فلربّما منع الكريم وما به ... بخل، ولكن سوء حظّ الطالب

فقال وقد سمع ما قلت: ارجع يا أبا جعفر بغير شؤم جدّ الطالب، ولكن إذا سألتمونا الحاجة فعاودونا فيها فإنّ الله تعالى يقلّب القلوب، هات رقعتك.

فناولته إياها فوقّع بما أردته فيها.

«٤٦٨» - وقال البحتريّ: [من الطويل]

وكنت إذا مارست عندك حاجة ... على نكد الأيام هان علاجها

فإن تلحق النّعمى بنعمى فإنّه ... يزين اللآلي في النظام ازدواجها

«٤٦٩» - آخر: [من الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>