«٣٨٥» - كتب طاهر بن الحسين إلى المأمون لما فتح بغداد وقتل محمدا الأمين: أما بعد، فإنّ المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين في النّسب واللّحمة، لقد فرّق الله بينه وبينه في الولاية والحرمة، لمفارقته عصمة الدين، وخروجه عن الأمر الجامع للمسلمين. قال الله عزّ وجلّ: يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ
(هود: ٤٦) ولا صلة لأحد في معصية الله، ولا قطيعة في ذات الله. وكتبت إلى أمير المؤمنين وقد قتل المخلوع، وردّاه الله برداء نكثه، وأحمد لأمير المؤمنين أمره، وأنجز له ما ينتظر من صادق وعده، والحمد لله المتولي لأمير المؤمنين بنعمته، والراجع إليه بمعلوم حقّه، والكايد له ممن ختر عهده ونكث عقده، حتى ردّ له الألفة بعد تفرّقها، وأحيا الأعلام بعد دروس أثرها، ومكّن له في الأرض بعد شتات أهلها، والسلام.