٢٤٤- آخر: الحمد لله الذي حقّق أملي فيك، وصدّق ظنّي بك، وذخر المنّة وأخّرها حتى كانت منك، وخصّك بوضع الصنيعة عندي، ودفع المكروه، فلم يسبقك أحد إلى الإحسان إليّ، ولم يحاصّك في الإنعام عليّ، ولم تنقسم الأيادي بشكري فهو لك موفّر عتيد، ولم يخلق وجهي فهو بك مصون جديد، ولم يزل ذمامي مضاعا حتى رعيته، وحقّي مبخوسا حتى قضيته، وأنصفتني من دهر طالما ظلمني، ووترني وعدل بالحظّ عني، وأنقذتني من لؤم غلبته، وأجرتني من تعدّيه وسطوته، وسررت بي الوليّ الودود، وأرغمت بي العدوّ الحسود، وأخذت بيدي من المذلّة، وأنهضتني من العثرة، ورفعت أملي بعد انخفاضه، وبسطت رجائي بعد انقباضه، فلست أعتدّ يدا إلا لك، ولا معروفا إلّا منك، ولا أوجّه رغبة إلّا إليك، فصانك الله عن شكر ما سواه، كما صنتني عن شكر من سواك، وبلّغك من الدنيا والآخرة غاية أملك ومنتهى رضاك.
٢٤»
- قال إسماعيل بن غزوان: لا تثقنّ بشكر من تعطيه حتى تمنعه، فالصابر هو الذي يشكر، والجازع هو الذي يكفر.
[عود إلى الشعر]
«٢٤٦» - وقال البحتري:[من الطويل]
إذا أنا لم أشكر لنعماك جاهلا ... فلا نلت نعمى بعدها توجب الشكرا
«٢٤٧» - وقال أيضا:[من الطويل]
ألنت لي الأيام من بعد قسوة ... وعاتبت لي دهري المسيء فأعتبا