«١٣٦٠» - لما زفّت ميسون بنت بحدل الكلبية إلى معاوية تشوفت إلى البادية فقالت:[من الوافر]
لبيت تخفق الأرواح فيه ... أحبّ إليّ من قصر منيف
وأصوات الرياح بكل فجّ ... أحبّ إليّ من نقر الدفوف
وكلب ينبح الطّراق عني ... أحبّ إليّ من هرّ ألوف
وبكر يتبع الأظعان صعب ... أحبّ إليّ من بغل زفوف
ولبس عباءة وتقرّ عيني ... أحبّ إليّ من لبس الشّفوف
وخرق من بني عمي كريم ... أحبّ إليّ من علج عليف
وتروى الأبيات لأعرابيّ وأولها:
لضأن ترتعي الذكران حولي ... أحبّ إليّ من بقر علوف
وشرب لبينة وتطيب نفسي ... أحبّ إليّ من أكل الرغيف
فلما بلغت الأبيات معاوية قال: والله ما رضيت بنت بحدل حتى جعلتني علجا عليفا.
«١٣٦١» - قال الفرزدق: أصابني بالبصرة مطر جود ليلا فإذا أنا بأثر دواب قد خرجت ناحية البرية، فظننت أنّ قوما قد خرجوا لنزهة، فقلت: خليق أن يكون معهم سفرة وشراب، فقصصت آثارهم حتى دفعت إلى بغال عليها رحائل