قد نسب ذلك إلى جماعة من الأكابر وذوي الهمم والأخطار آفة اعترضت فضائلهم، واتّباع للشّهوات قد استولى على عقولهم.
روي أنّ معاوية بن أبي سفيان كان نهما جشعا بخيلا على الطعام.
«٢٠٤» - وروي أنّه قال لأعرابيّ يؤاكله: إرفع الشّعرة من لقمتك، فقال:
وإنّك لتلحظ الشّعرة في لقمتي!؟ والله لا أكلت معك طعاما.
«٢٠٥» - وروي أنّه أصلح له عجل مشوي، فأكل معه دستا من الخبز السميد، وأربع فراني [١] ، وجديا حارّا، وجديا باردا سوى الألوان، ووضع بين يديه مائة رطل من الباقلاء الرّطب، فأتى عليه.
«٢٠٦» - وقيل إنه كان يأكل كلّ يوم أربع أكلات، آخرهنّ أشدّهنّ وأفضلهنّ، ثم يقول: يا غلام، إرفع، فو الله ما شبعت، ولكن مللت.
وقد ذكرت عنه في ذلك أخبار مستهجنة، ألفيتها يخالفها المأثور من حلمه وهمّته. وإنّ امرءا سمت همّته إلى مناوأة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومغالبته على الخلافة مع تباعد استحقاقه منها، لبعيد أن يبخل على طعام، ويحامي دون أكله، ويبذل البذول لرفع الأيدي عنه كما رووا أنه كان يفعل.