وبه الثقة والعون الحمد لله المتنزّه عن الضّريب والمثال، المستعلي عن ضرب المقاييس له والأمثال، المتفرّد بصفة الكبرياء والجلال، مجري البحار ومرسي الجبال، ومحصي عدد القطر والرّمال، خالق الجانّ من مارج من نار، والإنسان من حمإ صلصال، عالم الغيب والشّهادة الكبير المتعال؛ ضرب لنوره مثلا من المشكاة والمصباح، وخلق الشمس والقمر حسبانا وفلق الإصباح، وجعل اللّيل مطيّة الراغبين إليه ليحمدوا سراهم عند الصباح. أحمده حمدا يحرس نعمه عندنا من الزيال والانتزاح، ويقرن غدوّ مواهبه لدينا بالرّواح.
وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، شهادة تنقذ مخلصها من عماية الضلال، وتكون له خير ذخر في العقبى والمآل، والصلاة على رسوله محمد المخصوص بمعجز البلاغة والبيان، الناطق بنبوّته الحصى والسّرحان، المنعوت في الإنجيل والتوراة والقرآن، وعلى آله وأصحابه المتألّفة قلوبهم في اتّباعه بعد البغضاء والشنآن.