«١٢١» - وفي الحديث:«مثل الفقر للمؤمن كمثل فرس مربوط بحكمته إلى أخيّة، كلما رأى شيئا ممّا يهوى ردّته حكمته» .
«١٢٢» - قال وهب: وجدت في كتب الأنبياء: من استغنى بأموال الفقراء، جعلت عاقبته الفقر، وأيّ دار بنيت بالضعفاء جعلت عاقبتها الخراب.
١٢٣- حدث أبو سعيد الخدري أنه أصبح ذات يوم وليس لهم طعام، وأصبح وقد عصب على بطنه حجرا من الجوع، فقالت امرأتي: ائت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد أتاه فلان فأعطاه. فأتيته وهو يخطب وهو يقول: من يستعفّ يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن سألنا شيئا فوجدناه أعطيناه وواسيناه، ومن استعفّ واستغنى فهو أحبّ إلينا. قال: فرجعت وما سألته حتى ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.
١٢٤- قال جابر بن عبد الله: جاء عبد الرحمن بن عوف يوما إلى عمر رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، أعنّي بنفسك وبمن حضر من المسلمين، قال عمر: وما ذاك؟ قال: جهّزت ألف بعير إلى الشام فيها مائتا مملوك يمتارون لي ما قدروا عليه من أصناف التجارات، فلما قمت الليلة أصلي وردي حدثت نفسي وقدّرت الإبل كأنها قدمت وساومني التجار بما فيها، وضعّفوا لي ما كنت أتمناه، فو الله ما أدري على ما أصبحت: على قرآن أم هذيان، فدونكها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها ومماليكها، فاجعلها في سبيل الله، فلا حاجة لي فيما يشغلني عن عبادة ربي.
١٢٥- قال محمد بن كعب القرظي: سمعت عليا عليه السلام يقول: لقد رأيتني وأنا أربط الحجر على بطني في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الجوع، وإن صدقتي اليوم أربعون ألف دينار.