(وما توفيقي إلا بالله) الحمد لله الغنيّ عن عباده وهم الفقراء، القويّ بقدرته عليهم وهم الضعفاء، الذي قدّر الأرزاق وقسمها في خلقه، وجعل حذق المرء محسوبا عليه من رزقه، قرن الغني بالعناء في الدنيا والخطر في دار الندامة، والفقر بالراحة فيها والسلامة، إلا من عمل في ذاك بطاعته، فكان نعم المطية إلى آخرته، أو تلقى هذا بسوء الاحتمال، فانقلبت به إلى شرّ عقبى ومآل؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة غنيّ به عن سواه، عالم ألا معبود إلا إياه، وأعوذ به من بطر الثراء واليسر، واسأله العصمة في قنوط العدم والعسر؛ والصلاة على محمد رسوله الذي صبر نفسه مع عيّل صحابته، ودعا بان يكون المحيا والممات مع مساكين أمّته، وعلى آله مؤثري الافتقار [١] على اليسار، وعلى عترته، وسلّم تسليما كثيرا.